جمعية البر بأبناء الشهداء

في عام 1952 كان احد الشباب اللاجئين يسير بين الخيام و الاكواخ و هو لا يدري الى اين يسير و لماذا يسير كان شارد الفكر تداعب خواطره عشرات المشاريع و الاعمال.و كان منظر هذه الاكواخ و الخيام التي تنعكس على نفسه الرقيقه بالوانها الباهته الحزينة.

و فجأه انقطعت الخواطر و المشاريع العديدة التي كانت تداعب افكاره عندما بلغت اذنه ضراعة طفل صغير يمد يده سائلا العون و المساعدة بصوت رقيق حزين ليطرد من معدته غائلة الجوع القاسي الذي ينهشه بلا رحمة و لا شفقه ، كان صاحب الصوت طفلا صغيرا يبلغ السابعة من عمره فسأله عن سبب عدم ذهابه الى المدرسة مثل غيره من الاطفال الذين في سنه، فتساقطت دمعات ساخنه على خدى الطفل و هو يجيب ويده لا تزال ممدودة تطلب الرحمة قائلا: كيف اذهب الى المدرسة و انا لا املك ولا كتبا و ليس هناك من يعيل والدتي المريضة وساله الشاب عن السبب الذي يدفعه للقيام بهذه المهمه وهو طفل صغير وكيف لا يترك هذا لوالده الكسول؟ فكاد الطفل يختنق بالعبرات عندما اجاب بانه فقد والده و ليس لوالدته المريضة من معيل وهو ينتظر ما تجود به اكف المحسنين.

وفجأه تبددت جميع المشاريع من مخيلة الشاب و حل مكانها جميعا مشروع واحد وهو العناية بهذا الطفل وبامثاله من الايتام الذين حرموا تعمة التعليم و العيش الكريم. وامسك بيد الطفل الصغير و انفرجت عن شفتيه ابتسامه عريضة وهو يجلس الطفل في غرفة صغيرة متواضعة ويهمس في اذنه الان قد افتتحت مدرسة ولو انها لا تضم سوى طالبا واحدا.

وهكذا تم تأسسيس مدرسة البر بأبناء الشهداء في مخيم عقبة جبر باريحا و هو نواة جمعية البر بأبناء الشهداء القائمة الان في نفس المكان.

في هذا العام يمر على جمعية البر بأبناء الشهداء تسعة و خمسون عاما في خدمة ابناء الشهداء من الشعب الفلسطيني وخلال هذه الاعوام الماضية مرت الجمعية في فترات عصيبة واكبت الايام المره التي مرت على الشعب الفلسطيني بعد ان كانت الجمعية غرفة صغيرة تضم 5000م مربع من البنايات و يتبع لها مؤسسات لخدمة ابناء الشهداء ومنها مدارسة ابنتدائية و الإعدادة و مركز للتدريب المهني و الزراعي و خدمات اجتماعية للاسرة لتأهيل العائلات و ارسال بعثات للطلاب وروضة الاطفال ونادي للمسنين و عيادة طبية و مختبر حاسوب