جامعة بيرزيت

خلال قرابة قرن من الزمن، تحولت مدرسة بنات صغيرة في بلدة بيرزيت، إلى الجامعة الفلسطينية الأكثر تأثيرًا في مسيرة التعليم العالي الفلسطيني، وما رافق ذلك من تأثير على تشكيل الوعي والثقافة بمعناها المعرفي ومعناها المقاوم، الذي عُرفت به بيرزيت خلال تاريخها، فشكلت شوكة في حلق الاحتلال، عبر الإصرار على القيام بدورها التنويري، الذي ما زالت تقوم به بثبات، مشكلةً داخل حرمها مجتمعًا فلسطينيًّا متعدد الثقافات، قادرًا على الحوار والتواصل، ورافضًا للاحتلال كوصي على العقول والثقافة، على سبيل التحرر منه.

إحدى أهم وأعرق المؤسسات التعليمية في فلسطين، وتسعى إلى تطوير قطاعات العلوم الطبيعية والإنسانية بما يخدم مصلحة المجتمع المحلي والدولي

جامعة بيرزيت

جامعة فلسطينية تقع في بلدة بيرزيت، لعبت ولا تزال تلعب دورا رياديا في الأحداث السياسية في فلسطين، ويعود تاريخ جامعة بيرزيت إلى عام 1924 حين تأسست كمدرسة ابتدائية على يد نبيهة ناصر. ومنذ العام 1982 تمتلك الجامعة حرمًا جامعيًّا حديثًا، يقع على أطراف مدينة رام الله.

جاء إنشاء جامعة بيرزيت بأيد وعقول وموارد فلسطينية، استجابة للطلب المتنامي على التعليم العالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورغم الصعوبات والمعيقات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، والتي طالت الحريات الأكاديمية والوطنية والفردية كافة، استطاعت الجامعة أن تشق طريقها لتكون مصدر إلهام وفخر للشعب الفلسطيني.

احتفلت جامعة بيرزيت عام 1976 بتخريج فوجها الأول، وهو العام الذي انضمت فيه الجامعة إلى اتحاد الجامعات العربية. وفي عام 1978 انضمت الجامعة لعضوية الاتحاد العالمي للجامعات.

في نهاية السبعينيات وخلال الثمانينيات، نهضت الجامعة نهضة أكاديمية وعمرانية ضخمة، فأطلقت مزيدًا من التخصصات، وبنت الكليات والمكتبة الرئيسية، وانطلقت إلى خدمة المجتمع المحلي بإنشاء المراكز والمعاهد المتنوعة.

دخلت جامعة بيرزيت الألفية الثالثة، متكئة على إرث أكاديمي راسخ متميز، وحرم جامعي ضخم، فواصلت عملها بثقة، بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الفلسطينية لتسهم في تطوير نظام تربوي قادر على تزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات والوعي اللازم لخدمة مجتمعاتهم.

تقدم الجامعة العديد من البرامج الأكاديمية من خلال كلياتها التسع (كلية الآداب، كلية العلوم، كلية الفنون والموسيقى والتصميم، كلية الأعمال والاقتصاد، كلية الحقوق والإدارة العامة، كلية الهندسة والتكنولوجيا، كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية، كلية التربية، كلية الدراسات العليا)، وذلك ضمن برنامج البكالوريوس، كالتخصصات الرئيسية/ الفرعية، والتخصصات الفرعية. كما تقدم هذه الكليات، فضلًا عن كلية الدراسات العليا، عددًا من برامج الدراسات العليا، ضمن برنامج الماجستير، كما تقدم برنامجًا واحدًا في الدكتوراة في العلوم الاجتماعية.

تتمتع الجامعة بسجل حافل في مجال المشاركة والتنمية المجتمعية، فقد تنوعت البرامج المجتمعية بما فيها برنامج محو الأمية، وبرامج الصحة العامة والمجتمعية في الثمانينات من القرن الماضي، بالإضافة إلى تطوير الإعلام، والإصلاحات القضائية والمرأة، والتعليم المستمر، ودراسات البيئة والمياه، والتنمية، والتربية، والصحة، والتطوير التكنولوجي والصناعات الدوائية في الوقت الحاضر.

تقوم المعاهد والمراكز المجتمعية وعددها 11، بتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني من خلال عملها في مجالات تعكس الأهداف التنموية في فلسطين