مدرسة راهبات ماريوسف

قبل ما يزيد عن مائة عام وعندما كان عدد من الحجاج في طريق عودتهم من الناصرة إلى القدس , وكان لا بد من مرورهم بمدينة نابلس بحكم موقعها الجغرافي, لاحظوا أن عددا كبيرا من سكان المدينة –خاصة الأطفال منهم يعانون من مرض يصيب العيون ويؤدي أحيانا إلى فقدان البصر ,, قررت في العام 1904 ثلاث راهبات من راهبات القديس يوسف , الانتقال من القدس إلى نابلس لفتح عيادة لمعالجة المرضى, واستأجرن بيتا صغيرا لهذا الغرض , وبدأ المرضى من المدينة والقرى المجاورة يتوافدون إليها, وما وجدت الراهبات إلا كل احترام وتقدير ومحبة,, وبعد عدة سنوات بدأت فكرة فتح مدرسة ابتدائية للبنات وهكذا بدأت المدرسة بعدد من البنات يتراوح بين الستين والثمانين , في الوقت الذي كان خروج الفتاة من بيتها ليس بالأمر السهل , يتعلمن أساسيات القراءة والكتابة, الرياضيات , إضافة إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية, وإدارة البيت والخياطة.

سنة بعد سنة , بدأ العدد يتزايد حتى أصبحت المدرسة عام 1967 مدرسة ثانوية مختلطة للأولاد والبنات وهناك قسم داخلي للبنات القادمات من المدن والقرى المجاورة ,وبعد حرب عام 1967 وبسبب مضايقات الاحتلال تم إغلاق القسم الداخلي للمدرسة وبدأ عدد الطلاب بالتناقص حتى اقتصر فقط على المرحلة الابتدائية.

وفي عام 1998 انتقلت إدارة المدرسة من راهبات مار يوسف إلى إدارة مدارس البطريركية اللاتينية, ومنذ ذلك الوقت تمت تدريجيا إعادة الصفوف التي تم إغلاقها سابقا مع العديد من أعمال الصيانة والترميم , حيث أضيف إليها مختبر للعلوم وأخر للحاسوب ومكتبة .

المدرسة منفتحة على المجتمع المحلى والعالمي, ورسالتها هي رسالة مدارس البطريركية اللاتينية وهي الاستثمار في الإنسان نفسيا وروحيا وعلميا وتربويا من اجل بناء الإنسان ومن ثم بناء المجتمع لان أبوابها مفتوحة للجميع دون تمييز.

خلال هذه السنوات مرت المدرسة كغيرها من مدارس مدينة نابلس بصعوبات بسبب الانتفاضة الأولى والثانية , حيث تحولت إلى سجن كبير محاط بالحواجز العسكرية عدا عن الاجتياح ومنع التجوال, وكنتيجة لهذا عانت المدرسة من ضائقة مالية أيضا.

وبالرغم من ذلك كله, فأننا احتفلنا في نهاية العام الدراسي 2009/2010 بتخريج الفوج الأول من طلبة التوجيهي , في حين يتراوح عدد طلاب المدرسة حوالي 600 طالب وطالبة من المسيحيين والمسلمين والسامرين من الروضة حتى التوجيهي, وعدد الموظفين تجاوز الأربعين .وتعتبر المدرسة صرحا علميا متميزا جدا في التربية والتعليم وتعتبر معلما من معالم المدينة